Tuesday, December 27, 2011

المجلس الوطني السوري بين أنياب الغرب وفك المعارضة السورية‏


لماذا ينتظر الجميع من المجلس الوطني السوري تحرير سورية في أشهر معدودة دون إمكانيات وبوجود تكاتف عربي دولي حول نظام بشار المجرم ؟

المجلس طلب مراراً وتكراراً المنطقة العازلة بعد اعتمادها في البيان الختامي في المؤتمر الأول في تونس ، وقدم دراسة كاملة في حماية المدنيين لمعظم دول أوروبا أخرها مع وزير خارجية كندا أول أمس الجمعة في إجتماع مباشر مع السيدة عفراء الجلبي ،ومجموعة من أعضاء المجلس حيث طلب منطقة عازلة صراحةً ، لكن هذه الدول تخضع لأجندات معقدة ولبرنامج مجلس الأمن الذي لايجد مخرجاً له حتى الآن مع روسيا والصين ، الدول العربية والجامعة العربية تفانت في الاتفاق مع بشار الأسد أن يقضي على الثورة في مضمار زمني مندرج في خطة مهل وفرص وبروتوكولات جوفاء .

برهان غليون إعترف علناً لأول مرة بحق المقاومة المسلحة في سورية وأدرجها تحت مفهوم الدفاع عن النفس في لقاء مصور ، ودعم الجيش السوري الحر لوجستياً وعسكريا.

الاردن ، تركيا ، لبنان أغلقو حدودهم في الاسبوع الأخير حتى أمام الهواء لمنع مرور أي سلاح أو عتاد لسوريا وفق أجندة عربية متآمرة .

هذا مالم يحدث حتى في سيناريو مابعد تشكيل منظمة التحرير الفلسطينيةالتي كانت منظمة سياسية شبه عسكرية، معترف بها في الأمم المتحدة والجامعة العربية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني داخل وخارج فلسطين وهو مالم يعطى للمجلس الوطني السوري حتى الآن . تأسست المنظمة عام 1964 بعد انعقاد المؤتمر العربي الفلسطيني الأول في القدس نتيجة لقرار الجامعة العربية في اجتماعها الأول بالقاهرة عام 1964 لتمثيل الفلسطينيين في المحافل الدولية وهي تضم معظم الفصائل والأحزاب الفلسطينية تحت لوائها .

كان الهدف الرئيسي من إنشاء المنظمة، هو تحرير فلسطين عبر الكفاح المسلح. إلا أن المنظمة تبنت فيما بعد فكرة إنشاء دولة ديمقراطية علمانية ضمن حدود فلسطين الإنتدابية ، وهذا تبناه المجلس الوطني السوري منذ نشأته ، حيث كان ذلك في عام 1974 في البرنامج المرحلي للمجلس الوطني الفلسطيني أي بعد عشر سنوات من اعلانها الكفاح المسلح بينما عمر المجلس الوطني السوري هو شهرين ونصف فقط لاغير ، ومع ذلك فإن إعلان إنشاء دولة ديمقراطية علمانية ضمن حدود فلسطين الإنتدابية عارضته بعض الفصائل الفلسطينية وقتها، حيث شكلت ما يعرف بجبهة الرفض.

لقد غررت الدول الغربية والعربية بالمجلس الوطني السوري حينما طلبت منه أن لايكون سقف مطالبه مرتفعاً في البداية لأن إزالة النظام السوري ستكون عبر الحصار والعقوبات من جهة ، ومن جهة أخرى طبيعة الثورة السلمية في سورية فرضت أيضاً ضغط من جهة مغايرة على المجلس الوطني السوري إلى درجة عدم طلب التدخل الدولي المباشر .

الدول الغربية طلبت هذا من المجلس لأحد أمرين إما لأنها في الحقيقة لاتريد زوال نظام بشار دون إنتقال تدريجي مدروس جداً للسلطة لضمان عدم وقوع السلاح في أيدي جماعات تهدد أمن إسرائيل ، أو أنها لاتود أن يزول نظام بشار أبداً ، فوجود سقف مطالب مرتفع يكشف نوايا وعجز الغرب ، المخلص الوحيد للشعب السوري عبر أو من غير الجامعة العربية .

لو صعد برهان أو بسمة قضماني على جبال الهملايا أو على سطح الامم المتحدة أو على برج ايفيل وصرخو بأعلى اصواتهم الآن ، نريد منطقة عازلة ، نريد تدخل خارجي ، نريد سلاحاً ...نريد ...نريد ....لن يتحرك جندي أو طائرة غربية أو تركية أو عربية تجاه سورية .

السؤال الأكبر فلنسأل أنفسنا : ماذا قدمت المعارضة من خارج المجلس للمجلس نفسه حتى تقوي إمكانياته؟؟؟ ، أو ماذا قدمت المعارضة التي لاتؤمن بالمجلس للشارع السوري ؟

المجلس لايعطى من المال إلا مايكفل سفر أعضائه ونومهم . حتى هوتلات الخمس نجوم تدفعها الدول المضيفة كما حصل في تركية وتونس وليس المجلس ويختارها الدول المضيفة وليس المجلس .

نحن كلنا نريد القضاء على الأسد اليوم قبل الغد ، ولكن المعضلة اننا نعتقد أن على المجلس الوطني أن يزيح الأسد في مدة تساوي مافعله المجلس الليبي الانتقالي وشتان بين الأمرين ، في ليبيا الغرب أراد ونوى ونفذ في 48 ساعة في يوم جمعة ليلاً في إجتماع طارئ خارق على أثر مذكرة طلب تنطوي على عدة صفحات مقدمة من ليبيا ....لكن في سورية

لاالغرب ولاالعرب يريدون مع عشرات المذكرات المقدمة من المجلس الوطني السوري بهذا الشأن .

نحن نرزخ تحت إحتلال غاشم كما رزخت فلسطين ، وماذا حقق الفلسطينيون أو مجلسهم حتى اليوم من تحرير ؟

نحن واقعون تحت نظام متحالف مع الغرب متآمر مع إسرائيل ، نحن غير معترف بنا إلا من دولة واحدة فقط ....

نحن يجب أن نواصل الكفاح ، ولانضع العصا في عجلة الثورة ، من يستطع تشكيل مجلس أفضل من المجلس الوطني السوري ويحقق للثورة السورية الغوث المرتقب فليفعل فوراً ولادري ماذا ينتظر ..

نحن نريد وانت تريد.... والغرب لايريد .

تم النشر كما وصلني 

No comments:

Post a Comment