ينتظر شعب البحرين _ على ما يبدو _ بفارغ
الصبر الحلقة الأسبوعية للأستاذ فيصل القاسم من برنامجه الاتجاه المعاكس والتي
يطرح من خلالها عدة أسئلة متعلقة بأحداث البحرين الماضية وهي:
البحرين.. انتفاضة شعبية
أم صراع سياسي؟
أليس حريا بحكومة البحرين
الاستجابة لمطالب المحتجين بدل الالتفاف عليها بالقمع والتخوين؟
أليست حركة شعبية محقة
بامتياز؟
أم إنها تتلقى دعما خارجيا
على أكثر من صعيد؟
ألم تبذل الحكومة قصارى
جهدها من أجل الإصلاح والتغيير؟
أستأذن الأستاذ فيصل القاسم وضيوف الحلقة
الكرام والقارئ الكريم في أن أحاول الإجابة على هذه الأسئلة المطروحة.
أولا: هي حركة طائفية
يبدو أنه من الصعب على قناة الجزيرة أن تعترف
أن البحرين لم تشهد ثورة أو انتفاضة شعبية أو صراع سياسي بل أن تطرح مجرد سؤال
طرحه قبل أيام قليلة إعلاميون مصريون عن طائفية حركة 14 فبراير وما قبلها وأبرزوا فيها أعلام
حزب الله اللبناني والخوميني وخامنئي على أرض البحرين العربية.
إنَّ هذا ليس اتهام أو افتراء بل هو حقيقة
على الجميع معرفتها وعلى الإعلام أن يكون صادقا مع نفسه وجمهوره الذي يشاهده. فإن
كان قادرا على خداع غير البحرينين فلن يقدر على خداعنا نحن.
قد يرد البعض أن الشعار الأشهر الذي رفع وهو
"إخوان سنه وشيعه هذا الوطن ما نبيعه" وردده المتظاهرون كثيرا ولكن ردي
أن ليس كل ما يذكره اللسان يصدقه العقل والوجدان والعراق العزيز خير دليل! فما
الجدوى من هذا الشعار إن كان التهديد على حياتنا وأمننا وصل إلى أبواب البيوت وفي
طرقات الشوارع والمستشفيات التي سقط بسبب الأطباء المجرمين شباب في عمر الزهور _ وهنا لا نتجاهل القتلى من الطرف الآخر كما
يفعلو لأنهم ضحايا المرجعيات التي تحرضهم _ (أنس كمال سالم 4 سنوات – فاطمه العباسي
15 سنه) رفضوا علاجهم ومنعوا سيارات الإسعاف من الوصول لهم التي كانت متفرغة لنقل
الأسلحه! وماذا نطلق على من قال لنا أين ستذهبون بعد أن يسقط النظام؟ فكلمة ارحلو لم
تكن فقط للنظام ولكن كانت لكل من يقف في وجههم. بل إني أذهب أبعد من ذلك لقول أنها كانت
حركة عنصرية فماذا نسمي شعار بحرين حره حره يا مجنس اطلع بره! كيف يمكن للإعلام "الحر"
أن يدعم حركة طائفية عنصرية ؟
وحتى لا يكون الكلام مطلق على عواهنه بدون
دليل إليكم هذا الفيديو الذي يصدح فيه الشيخ المعمم ويردد من وارءه المتواجدون "يا
حسين" ويبشرهم بظهور الإمام المهدي بفضل ثورة البحرين الطائفية.
ثانيا: حركة غير سلمية
لقد ابهرتنا فعلا حركة 14 فبراير ومن يواليها
بسلميتها المزعومة التي تم خلالها الهجوم على جامعة البحرين وتكسير محتويات مبنى S20 الذين احتموا فيه الطلبة
من غدر زملائهم في الجامعه الذين كانو يهجمون عليهم وعلى أكتافهم علم البحرين!
وهذا الفيديو يبين مدى وحشية هؤلاء حيث اجتمع مجموعه من المجرمين _ ولا أجد لهم
وصف آخر _ على طالب واحد انهالو عليه بالضرب المبرح حتى كاد أنه بقفد حياته لولا
قدر الله الذي حال دون ذلك وأنا لا أخفي ثقتي في وجود العديد من الفيديوهات والتسجيلات التي لم تكشف عنها الدولة حتى الآن. ونشاهد في فيديو آخر سيارة الإسعاف وهي تنقل الأسلحه
للطلبة داخل الحرم الجامعي.
تزامن الهجوم على جامعة
البحرين الهجوم على رجال الأمن العزل الذين حاولو منع مجرمين 14 فبراير من غلق
المرفأ المالي واحتلاله لضرب الاقتصاد البحريني وتعطيل العمل وفرض اضراب بالقوة
بعد احتلالهم لمستشفى السلمانية ودوار مجلس التعاون ونشاهد خلال الفيديو التالي
كيف حاولو منع الموظفين من التوجه للمبنى وكيف تم الهجوم على رجال الشرطة ودهسهم.
ثالثا: التدخلات
الخارجية
ليس بخفي على أحد _ حتى
الذين ينكرون حتى الآن وياللعجب _ كيف تدخلت القوى الخارجية (بدون ذكر اسماء
إيران) في الشأن البحريني وانكشاف المؤامرة يتوالى يوما بعد يوم ونسمع ونقرأ كل
يوم تقريبا التصريحات تتوالى ممن كانوا يعارضون ويشككون في الدور الإيراني في
البحرين بعد انكشاف مؤامرة اغتيال السفير السعودي التي كان شكوري أحد أضلاعها
الرئيسة. وطبعا لا أحد يمكن أن ينكر دور هادي المدرسي الذي كفر ملك البحرين وحرض
على قتله ودعا للعنف بلغته العربية الركيكة كمحرض أساسي وكانت كلماته التكفيرية
معلقة في الدوار بكل فخر من المتظاهرين الذي يتبرأ منهم علي سلمان الآن بعد أن كان
يلقي خطاباته تحتها منذ أشهر قليلة فقط.
كما كتب ميتشل بيلفر
محرر مجلة سنترال يوروبيان للدراسات الدولية والأمنية الصادرة عن جامعة براغ
ميتروبوليتان بجمهورية التشيك، في مقال له بصحيفة وول ستريت الأميركية، إن إيران
تعمل منذ عقود على زعزعة أمن البحرين وضمها. ويرى بيلفر أن البحرين ليست مجرد دولة مستها
رياح الثورة كما مست بلدانا عربية كثيرة، والوضع فيها ليس ثورة شعب ضد حكامه، بل
البحرين ضحية مخطط طويل الأمد من التآمر والتدخل بهدف إزاحة النظام الملكي المعتدل
فيها واستبداله بنظام ديني تابع لطهران.
وفي آخر المقالات عن
صحيفة هافنجتون بوست "إيران تستهدف البحرين" دعا الكاتب واشنطن إلى دعم البحرين بما يضمن استقرارها وازدهارها
خالية من الهيمنة الإيرانية، مؤكدا أن نتيجة التردد بدعمها في هذا الوقت سينتج
قيام جمهورية إسلامية متحالفة مع طهران.
وبعد صمت رسمي طويل كشف وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن
محمد آل خليفة أن الامن الوطني في مملكة البحرين كان على دراية تامة بأنشطة المدعو
علي غلام شكوري الذي ينتمي الى فيلق القدس والذي اتهمته الولايات المتحدة بالتورط
في مؤامرة التخطيط لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير. وقال وزير الخارجية
في تصريح لصحيفة «الواشنطن بوست» الامريكية ان هذا الرجل «شكوري» ليس جديدا علينا،
موضحا أنه قبل عدة أشهر من صدور لائحة الاتهام تعرفت الاستخبارات البحرينية
والسعودية عليه باعتباره «محاورًا إيرانيًا» مهمًا مع بعض عناصر المؤامرة
التخريبية الانقلابية في البلاد.
وفي بعض التسريبات
عن مؤامرة مشيمع مع حزب الله اللبناني وغلام شكوري الإيراني أنه تقابل مع عدد من القيادات البحرينية المتواجدة في بيروت حدد غلام
أهداف الثورة وكيفية تنفيذها حيث طلب من مشيمع الآتي:
- إحتلال
(الداون تاون) كما أسماها أي المنطقة الدبلوماسية و منطقة المرفاء المالي.
- إحتلال التلفزيون
- المرافق الصحية – ليتمكنوا من معالجة
المصابين (من طرفهم طبعا) و فبركة الأخبار عن الإنتهاكات الحكومية بواسطة الأطباء
و غيرهم
- السيطرة على شركة نفط البحرين بابكو
حتى تقطع إمدادات المحروقات عن الجيش و عن الشعب
- ضرورة تأمين المطار و الميناء
- السيطرة على شركات الإتصالات
- تعئبة إعلامية كبيرة على مختلف وسائل
الإعلام و خاصة وسائل التواصل الإجتماعي
- إحتلال جسر (السعودية ) كما أطلق عليه
وتفجيره
- تشكيل وزارة جاهزة لتسلم السلطة حالا
رابعا: الحكومة والحكم
في اعتقادي أنَّ
السبب الرئيس لفشل محاولة الانقلاب بعد فضل الله تعالي هو التفاف شعب البحرين
الوفي الذي خرج بما لايقل عن 350000 ألف شخص في 21 فبراير و3 مارس تحت اسم تجمع
الوحدة الوطنية _ وهنا لا أقصد الجمعية السياسية _ الذي أعطى الشرعية من جديد
لنظام الحكم وقلب الطاولة على الانقلابيين والذي مازال الإعلام يستمر في تغييبه لهذه
الآلاف ويفرض علينا مسيرات المؤيدون للانقلاب الذين لم يتجاوز عددهم في أكبر
تجمعاتهم 30 ألف.
لقد بدأ الربيع
العربي في البحرين منذ عشر سنوات منذ اليوم الاول لتولي الملك حمد بن عيسي مقاليد
الحكم في 1999. عبر مشروع متكامل للاصلاح. بتكوين لجنة لاعداد ميثاق
العمل الوطني. الذي حظي علي شبه اجماع. وكرس مفاهيم حقوق الانسان، وحرية الرأي ،والتعبير
والاعلام، واتاح المجال واسعا ،امام عمل منظمات المجتمع المدني. وتمكين المرأة. وتوافق
ذلك مع مشروع متكامل للتنمية الاقتصادية والبشرية. وشهدت المملكة ثلاث دورات
انتخابية . وخاصة مجلس النواب في اعوام 2002 و2006 و2010 .وترسخت الديقراطية. باصدار
قانون يتيح تأسيس الجمعيات السياسية ،والتي يصل عددها الي 18 جمعية. كما ذكر
الكاتب أسامة عجاج في جريدة الأخبار المصرية ردا على زيارة حزب الله (الوفاق) الفاشلة في
القاهرة.
منذ بدأت الأزمة لم تتوانى الحكومة عن مد يدها للمعارضة (نطلق عليها كذلك جزافا) والمتظاهرين فبعد
سقوط اثنين من أبناء البحرين في ليلة الرابع عشر من فبراير توجه ملك البحرين بكلمة
سريعة أسف فيها على مقتلهم وأعلن عن إنشاء لجنة تحقيق للكشف عن ملابسات وأسباب
مقتلهم مخالفا بذلك جميع القادة العرب الذين سقطوا حينما تجاهلو مقتل أبناء شعبهم
على يد الشرطة والقناصة.
ومع تزايد الاحتجاجات التي أججها مشيمع ومن معه من لندن وفي الداخل حزب
الله الذي استقال أعضاؤه من مجلس النواب للضغط على الحكومة وإسقاطها بإبجاد فراغ
سياسي تشريعي ومن ثم الضغط على الحكومة والحكم أكثر بالمتظاهرين المعتصمين في
الدوار. وبعد إخلاء الدوار الذي لم نعرف تفاصيل وأسباب إخلاءه حتى الآن نظرا لسرية
اللقاءات التي تمت ما بين سمو ولي العهد وعلي سلمان والذي صرح سموه مؤخرا أنه كان حريصا على
حياة الأبرياء!!
المهم بعد الإخلاء ومع الضغط الإعلامي والهجمه الشرسه على البحرين ظهر سمو
ولي العهد على تلفزيون البحرين وأمر بسحب قوات الجيش والسماح بالاعتصام لمدة شهر
تقريبا مع مبادرة الحوار التي رفض حزب الله (الوفاق) الدخول فيها إلا بعد تحقيق شروطها السبع
مع عودة مشيمع والعفو عن السجناء المتآمرين مثل السنكيس والمقداد وغيرهم والذين بعد العفو عنهم واصلو تآمرهك وكونوا ما عرف
بالتحالف من أجل الجمهورية. فإلى متى تستمر سياسة العفو يا جلالة الملك؟
يا جلالة الملك:
يا جلالة الملك:
إن أكرمتَ الكريم ملكته … وإن أكرمت اللئيم تمردا
فمع ظهور النوايا
الحقيقية للانقلاب ومحاولة احتلال المتظاهرون _ وأنا لا أبالغ فقد شعرت مثل
الكثيرين بهذا _ البحرين وانتشار العنف الذي كاد أن يؤدي إلى حرب أهلية طائفية
طلبت البحرين المساعدة من قوات درع الجزيرة لحفظ الأمن وردع أي تهديد خارجي وأعلنت
حالة السلامة الوطنية بعد مناشدة المواطنون مرارا على تلفزيون البحرين للحل الامني
الذي كان ليس له بديل.
بعد تطهير الدوار
واحلال الأمن وانتهاء فترة حالة السلامة الوطنية التي محاكماتها مازالت مستمرة
فاجأ ملك البحرين الجميع بقراره إنشاء لجنة دولية لتقصي الحقائق برئاسة البروفيسور
محمود شريف بسيوني لتكون سابقة تاريخية في العالم العربي والإسلامي كما ذكر بسيوني مثبتا
بذلك اختلاف أحداث البحرين وحكامه عن الربيع العربي الذي بدأ من تونس والدعوة لحوار
التوافق الوطني الذي انسحب منه حزب الله (الوفاق) بلا مبرر إلا تطبيق أجندته الخارجية
ومواصلة التآمر على البحرين وبأوامر من الولي الفقيه ومازالو يطالبون بالدولة المدنية.
أخيرا: يا أستاذ
فيصل .. فين السؤال؟؟
فين: البحرين .. حركة
طائفية وانقلاب على الحكم VSانتفاضة شعبية
أم صراع سياسي؟
فين: ألم تمد الحكومة
يدها للحوار أكثر مرة لتهدئة البلاد وتلبية المطالب المشروعة VS أليس حريا بحكومة البحرين الاستجابة لمطالب المحتجين
بدل الالتفاف عليها بالقمع والتخوين؟
فين: أليست حركة طائفية
بامتياز VS أليست حركة شعبية محقة بامتياز؟
فين: ألم تنكشف
المؤامرة الخارجية وأطرافها والمتورطون فيها VS أم إنها تتلقى
دعما خارجيا على أكثر من صعيد؟
تنويه:
أرجو المعذرة إن وجدت أخطاء نحوية
No comments:
Post a Comment