Thursday, October 20, 2011

شكرا ... فارس الإعلام (1-2)

لا يمكن لاثنين في العالم العربي وربما في العالم أيضا أن يختلفوا على قيمة الإعلامي الكبير يسري فودة. ولا أخفي إعجابي الشخصي به منذ أن كان يقدم برنامج سري للغاية على قناة الجزيرة الذي أبهرنا فيه بالكثير من الخبايا وخاصة عندما كشف أسرار كثيرة من عملية الحادي عشر من سبتمبر وأجراس الخطر وغيرها.

إنًّي أكتب هذه المقالة لأنَّ أجراس الخطر دقت في البحرين منذ الرابع عشر من فبراير 2011 وبفضل من الله تعالى تم دحض الخطر حتى الآن عن البحرين بفضل وقفة أبنائها ضد من أراد اختطاف البلاد ونزعها من هويتها العربية بعد أن تآمر عليها أنصار حزب الله البحرين (الوفاق) ورئيسها علي سلمان الذي استضافه يوم الثلاثاء 18 أكتوبر 2011 الأستاذ يسري فوده في برنامجه آخر كلام على قناة أون تي في.

نعم إنًّ الوفاق هي الممثل الرسمي لحزب الله في البحرين وامتداد لحزب الدعوة العراقي الذي تأسس في عام 1957 ليحافظ على الهوية الشيعية من التأثر بالتيارات الشيوعية والاشتراكية والقومية التي كانت منتشرة بكثرة في ذلك الوقت، وكان لمحمد باقر الصدر (الذي اعدم عام 1980) الدور الاكبر في تأسيس و قيادة هذا الحزب. وفي ذلك الوقت، كان الكثير من الطلبة البحرينيين الشيعة يدرسون العلوم الدينية والعلوم الدنيوية في الحوزة النجفية وفي جامعة بغداد في العراق، فتأثر الكثير منهم بفكر حزب الدعوة. من ابرز شيوخ الدين الشيعة الذين تأثروا بفكر حزب الدعوة، سليمان المدني، عبدالامير الجمري، وعيسى قاسم. الثاني كان له دور محوري في احداث التسعينات بينما الاخير هو المرجعية والغطاء الديني لاحداث فبراير 2011.

وكما ذكرت المبدعة دائما الأستاذة سوسن الشاعر "جمعية الوفاق نيولوك لحزب الله" أنَّ حزب الدعوة بيض وغسل سمعته في البحرين كما يقوم أي غاسل أموال بتبييضها عبر المرور بها إلى عدة منعطفات حتى يضيع المصدر الرئيس للأموال. فمؤسسو جمعية الوفاق، أعضاء في حزب الدعوة، لكن هناك من أجرى جراحة تجميل لحزب الدعوة البحريني -أو النسخة البحرينية من حزب الله اللبناني من بعد الدمج- وجعله حزباً مقبول الحضور دولياً ومدعوماً من قبل المنظمات الحقوقية وهو الحزب المقاطع دولياً والمصنف على أنه حزب إرهابي.

إنًّ حلقة الثلاثاء الماضي كانت محاولة من الأستاذ يسري فودة لاستكشاف حقيقة ما حدث في البحرين وهل هي فعلا ثورة وامتداد للربيع العربي أم لا ؟

يوجد الكثير من النقاط التي تم التحدث فيها وطريقة سير البرنامج ولكني سأركز على أهمها _ من وجهة نظري المتواضعه_ فيما يلي:

أولا: ما زال التغييب مستمرا

مازال الإعلام العربي كما هو الحال مع الإعلام الغربي يتجاهل مئات الآلاف التي خرجت في الواحد والعشرين من فبراير والثاني من مارس تحت اسم تجمع الوحدة الوطنية في ساحة الفاتح وأغلقت شوارع المملكة بسببهم. هذه الحركة السلمية التي قلبت السحر على الساحر وفاجأت وأربكت حسابات أهل الدوار وقادتهم وأعطت الشرعية لنظام الحكم متمثلا في العائلة الحاكمة آل خليفة.

إنَّ هذه الآلاف أسقطت أسطورة أن البحرين تحكمها أقلية سنية ضد أغلبية شيعية كما يروج الإعلام في جميع تقاريره وكتاباته عن البحرين معترفا ضمنيا أن ما يحدث في البحرين هو حركة شيعية طائفية لا تمثل شعب البحرين ولا تمثل كل شيعة البحرين كذلك. وبعد الأحداث نشرت قناة الجزيرة وثيقة رسمية مسربة تبين التوزيع الطائفي في البحرين وتبين أن السنه في البحرين نسبتهم 51% مقابل 49% للشيعه وإني هنا أوجه سؤال للأستاذ يسري فوده لماذا لم يذكر شيء عن هذه الوثيقة الرسمية واستقى معلوماته من ال CIA World Fact Book  ؟

الوثيقة تبين أن المستفيد الأول منذ إقرار قانون الجنسية البحرينية عام 1963 هم الشيعة ذوو الأصول الفارسية وليس أتباع الطائفة السنية. تؤكد الوثيقة أن إجراءات التجنيس لم تؤثر في التقسيم الطائفي خلال أي فترة بنسبة تزيد عن 1%، لأنها كانت محدودة وتتم وفقا للشروط المحددة لنيل الجنسية. وتضيف الوثيقة أن الملك الحالي حمد آل خليفة أمر بعد توليه الحكم في مارس/ آذار 1999 بعودة المواطنين المبعدين في الخارج، حيث وصل عدد العائدين مع أسرهم خلال الفترة من 2001 – 2003 إلى نحو 10607 مواطنين ومعظمهم من الطائفة الشيعية.

http://www.aljazeera.net/NR/EXERES/4D81B39A-4BE6-4B24-A235-E9969BE15063.html

وفي حسبة بسيطه جدا إنَّ عدد إجمالي سكان البحرين حوالي 1.2 مليون نسمه. ذكر علي سلمان كما جمع تجمع الوحدة الوطنية 450000 تقدر الوفاق أن تجمع 520000 !! وهو أمر مستحيل لأن البحرينيين يمثلون حوالي 700000 !!
وحسب تقرير لل CNN لم تقدر الوفاق في أكبر تجمعاتها على جمع أكثر من 30000 شخص وهذا يظهر في المسيرة التي عرضها البرنامج وركز عليها أكثر من مرة كحركة شعبية وفي المقابل ذكر نفس التقرير أنَّ 300000 شخص من مختلف الأطياف الوطنية تجمعوا  أمام مركز أحمد الفاتح الإسلامي.


كيف يمكن أن تفرض 5% إرادتها على 95% من شعب البحرين ؟؟؟!!!

ثانيا: المطالب الإصلاحية (الدواء فيه سم قاتل)

لقد ذكر علي سلمان أنَّه يتحرك ضد الاستبداد والاضطهاد على أسس طائفية وقبلية وغيرها من المظلوميات التي لا تمت للواقع بصلة للمتابعين للمشهد السياسي البحريني عن قرب.

وهنا أسرد بعض الحقائق عن الاضطهاد والمظلومية المزعومة قبل (14 فبراير) 2011:
أحد مستشاري الملك شيعي (الستري).
هناك 6 وزراء شيعة.
هناك 20 عضو لمجلس الشورى شيعي.
رئيس مجلس الشورى شيعي.
5 سفراء شيعة.
نائب رئيس الوزراء شيعي.
مقارنة تبين حجم أعداد المسئولين (المدراء وليس الموظفين) الشيعة بالسنة في 5 وزارات..فكانت النتيجة:

الوزارة    عدد المسئولين
سنة   شيعة
التربية    47   8
الكهرباء  42   42
البلديات   16   9
الإسكان  17   23
الصحة   25   64
المجموع 147 146

وحتى لا أطيل عليكم لمزيد من التفاصيل في الوصلة التالية:






ونأتي للمطالب التي تمثل شعب البحرين كما يدعون أو يدعي علي سلمان:



1. حكومة منتخبة "تمثل الإرادة الشعبية"


2. نظام انتخابي عادل يتضمن دوائر انتخابية عادلة تحقق المساواة بين المواطنين والمبدأ العالمي في الانتخابات "صوت لكل مواطن"

3. سلطة تشريعية تتكون من غرفة واحدة منتخبة، وتنفرد بكامل الصلاحيات التشريعية والرقابية والمالية والسياسية

4. قيام سلطة قضائية موثوقة

5. أمن للجميع عبر اشتراك جميع مكونات المجتمع البحريني في تشكيل الأجهزة الأمنية والعسكرية المختلفة

وسنفندها في المقالة التالية


بإذن الله  تعالى 




No comments:

Post a Comment