في البداية وقبل أن ندخل في صلب موضوع هذه المقالة التي تأتي بعد توقف عن الكتابة لأكثر من عام تقريبا ـسامحوني على هذه المعلومه الشخصيه ـ أحب أن آوضح أنني لا أدعي علما وأكن كل الاحترام والتقديرلعلمائنا في ما يختص بأمور الدين التي لا تقبل النقاش كالصلاة والصوم وغيرها من العبادات التي أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نؤديها ويكون من يؤديها عن علم ويقين ربما أعلى درجة!
أما فيما يحتمل النقاش ومن وضع الإنسان فكل يؤخذ منه ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى:
(وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(21)) الروم
(قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ (50)) الأنعام
( وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3)) الرعد
بالصدفة المطلقة تشاء الأقدار أن أقرأ تغريدة بتاريخ 11 نوفمبر 2013 للأستاذ محمد الحسيني عن اتفاقية السيداو (إتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة) والتي قبل أن تقرأ أي مادة تجد في أول صفحة:
“ ... إن التنمية التامة والكاملة لبلد ما، ورفاهية العالم، وقضية السلم، تتطلب جميعا أقصى مشاركة ممكنة من جانب المرأة على قدم المساواة مع الرجل في جميع الميادين”
غرد الحسيني بالآتي:
:الأمر الذي دعاني أن أقرأ الاتفاقية حتى أرى إن كان هناك ما ينص على أي دعوه لإطلاق الحرية للشذوذ الجنسي! فوجدت التالي
هذه فقط مقتطفات من المقدمة أما المواد فتتضمن الآتي:
للأسف الشديد لم أجد ما يحض على الشذوذ أو ما يكيد بالمجتمع ربما جهلا مني لعدم الالتفاف على النصوص وتفسيرها بما يتماشى مع عقلي!
لكن يبدو أن الموضوع لم يكن بهذه السهولة التي تخيلتها باعتقادي انه مجرد رأي شخصي من الحسيني حرصا منه على المجتمع ولكن
وجدت تغريدات أخرى وتغريدة خاصة للدكتور عبدالحليم مراد بعنوان:
" الأصالة تشجب الموافقة على رفع التحفظ على اتفاقية السيداو ، وتحذر من مخالفة الشريعة وهدم نظام الزواج ومؤسسة الأسرة في البحرين."
حيث حذرت جمعية الأصالة الإسلامية من خطورة موافقة الحكومة على رفع تحفظات البحرين على بعض مواد اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (السيداو)..وأكدت الأصالة في بيان رسمي تعليقا على إعلان الحكومة في 27/10/2013م الاستجابة للمجلس الأعلى للمرأة وإضافة مادة جديدة للمرسوم بقانون رقم (5) لسنة 2002م ، الخاص بانضمام البحرين لاتفاقية السيداو ، تؤكد الالتزام بتنفيذ المادتين (2) و (16) من الاتفاقية "بما لا يخالف الشريعة الإسلامية" ، وإحالة المشروع بقانون إلى اللجنة الوزارية القانونية .
وتعتقد الأصالة أن هاتين المادتين ستؤديان للآتي:
- تتصادمان بشكل بالغ مع الشريعة الإسلامية
- تهدفان إلى تدمير نظام الزواج وقانون الأحوال الشخصي
- تدمر قانون الأحوال الشخصية وأوامر الشريعة الإسلامية في الزواج والطلاق والقوامة والوصاية والولاية، وحقوق وواجبات الزوجين والأبناء.
- تهدم ، من القواعد ، مؤسسة الأسرة وفقا للشريعة الإسلامي
كما اعتبرت الأصالة أن تعتبر وبحق من أخطر التهديدات للنظام الاجتماعي في البحرين ، و تشيع الفاحشة والتفسخ الأسري في المجتمع ، في حال تم رفع التحفظ على المواد المتصادمة مع الشريعة وتطبيقها ، وتسبغ الشرعية على العلاقات المحرمة بعيدا عن الزواج الشرعي طالما تمت "برضا الطرفين" ، وتبيح الإجهاض ، وحق الفتيات في اختيار شريكهن دون زواج ، وبعيدا عن أعين
الوالدين ، ولهذا علينا جميعا أن نقف وقفة مشرفة تتوافق مع ديننا وخوفنا على أسرنا وأولادنا
.
الفيديو الخاص بكلمة النائب عبدالحليم مراد في مجلس النواب:
https://www.youtube.com/watch?v=0POqZz0sM70
المواد التي اعترض عليها النائب عبدالحليم مراد هي ال 2 وال 16، لنرى ماذا تقول المادتان:
نلاحظ أن النائب عبدالحليم مراد في المادة 16 تجاهل في ما يتعلق بالولاية أن المادة ذكرت
" أو ما شابه ذلك من الأنظمة المؤسسية الاجتماعية، حين توجد هذه المفاهيم في التشريع الوطني؛ وفي جميع الأحوال تكون مصالح الأطفال هي الراجحة"
هذا الخوف والتأويل المبالغ فيه على حد فهمي المتواضع لمواد الاتفاقية إنما يدل على كيفية تفكيرنا وانطباعنا عن هذا الغرب الفاجر الداعر الذي يحض على الرذيله والزنا والدعاره وتناسينا أن نفس هذا الغرب هو الذي يصنع آخر صيحات الايفون والجالاكسي الذي يغردون منهم بلا شك وهذا على سبيل المثال لا الحصر ـ فتقدم الغرب العلماني الكافر التكنولوجي لا يمكن حصره في سطور معدودات ـ لمجرد أنه يطالب بحقوق المرأة وربما يعطي أفضلية للمرأة على من يريد أن يأسرها بتفسيره الضيق للإسلام وتعاليمه الذي كرم المرأة في القرآن الكريم وذكرها في قصة السيدة مريم العذراء، وإمرأة فرعون وآل عمران وأم موسى وأخت موسى وكرمها بسورة كاملة تتلى إلى يوم الدين النساء.
وفي المساواة بين المرأة والرجل يقول الله تعالى:
(وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً (36)) النساء.
(وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً (24)) الإسراء.
(إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً(35)) الأحزاب.
(فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195)) آل عمران.
(مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)) النحل.
أما عن آية القوامة التي تحدث عنها النائب عبدالحليم مراد يقول الله تعالى:
(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ (24)) النساء
واسمحولي بدون الرجوع إلى كتب التفسير فقد وضع الله سبحانه وتعالى شرط القوامة بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا فهي قوامة مشروطة وليست قوامة بأفضلية مطلقة للرجل على المرأة.
وبما أن الحديث بالحديث يذكر فأحب أن أوجه اعتذاري لنساء تونس عن حملة الشيخ محمد الحسيني التي اعتقد أنها جانبها التوفيق ولو حسنت النوايا!
قال الإمام علي عليه السلام :
مَنْ : وَعَظَ أخَاهُ ، سِرَّاً فَقَدْ زَانَهُ.
وَمَنْ : وَعَظَهُ عَلانِيَةً ، فَقَدْ شَانَهُ
أرجو من الشيخ تقبل الانتقاد بصدر رحب!
ولكم مني فائق التحية والاحترام
نص اتفاقية السيداو كاملة:
اللغة العربية
http://www.un.org/womenwatch/daw/cedaw/text/0360793A.pdf
اللغات الأخرى
http://www.un.org/womenwatch/daw/cedaw/cedaw.htm
No comments:
Post a Comment